انتبه.. تقبيل الرضيع حديث الولادة قد يُودي بحياته!
على الرغم من ندرة حالات وفاة الرُضّع بسبب التقبيل من أشخاص حاملين لبعض الفيروسات المعدية، حتّى لو كانت القبلة من الأم ولم تلامس الشفاه مباشرة، إلاّ أنّ ذلك قد يشكّل خطورة على الرضيع، وفق ما تُنبّه إليه رئيسة قسم حديثي الولادة بالمستشفى الميثودية التابعة لجامعة إنديانا الأمريكية، إيملي سكوت، في مقال نُشر على موقع الجامعة.
والأطفال الحديثو الولادة هم أكثر عرضة للبكتيريا المعدية من الأطفال الأكبر سنّا والبالغين، وهم عرضة بشكل خاص للعدوى بمسببات الأمراض داخل الخلايا (البكتيريا التي يمكن أن تدخل وتعيش داخل خلايا الكائن الحيّ المضيف) مثل العقديات من المجموعة "ب" (جي بي إس: GBS). وغالبا ما تعيش هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي والتناسلي لمضيفها دون التسبب في المرض. وتسبب عدوى العقديات من المجموعة "ب" عند الأطفال تعفن الدم والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات الدم.
والأطفال أيضا عرضة للإصابة بسلالات الإشريكية القولونية التي لا تضرّ بالبالغين، مما يسبب لهم الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وتسمم الدم، وكلها يمكن أن يكون لها نتائج خطيرة.
تقرير حول وفاة رضيعة أميركية بسبب قبلة نقلت إليها فايروس بسيط / التلفزيون العربي
الجهاز المناعي غير مكتمل
يُولد الطفل بجهاز مناعي غير مكتمل، وهو ما يجعله عرضة للبكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تنتقل بسهولة من خلال التقبيل. ووفق الجمعية الطبية للأطفال في بريطانيا، فإنّ الملامسة المباشرة مع الرضيع، سواء عبر التقبيل أو اللمس، قد تُعرّضه إلى مجموعة من الأمراض المعدية التي قد تكون خطيرة على حياته.
ويحتوي جهاز المناعة لدى الرضيع، خلال الأشهر الثلاثة الأولى أو نحو ذلك، على عدد أقلّ من الخلايا المناعية الفطرية المقاومة للعدوى، مثل الخلايا المتعادلة والوحيدات، مقارنة بالبالغين، ممّا يعني أنّ العدوى التي تسبّب أعراضًا خفيفة لدى البالغين أو الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن تّهدد حياة الأطفال.
فيروس 'الهربس'
تُعتبر عدوى فيروس "الهربس" أحد الأمثلة على ما سبق ذكره. في البالغين، يسبّب الهربس تقرحات، ولكن يمكن أن يصاب الأطفال بسرعة بمرض خطير بعد الإصابة بالفيروس. إذا كان الهربس يؤثر فقط على عيني الطفل أو فمه أو جلده، فسوف يتعافى معظمهم بعد العلاج المضاد للفيروسات.
ولكن إذا أصبح الفيروس جهازيا وأثّر على أعضاء الطفل، فإن العدوى تكون أكثر خطورة وقد تكون مميتة. وكلما كان الطفل أصغر سنا، كان أكثر عرضة للإصابة بالهربس، وخاصة في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة.
الإصابة بفيروس 'الهربس'
وأدّت قبلة تلقاها طفل يُدعى رومان درانسفيلد (11 شهرا) من أحد أقاربه قبل بلوغه أسبوعه الأول، إلى طفح جلدي في رأسه تحولت فيما بعد إلى قرح كاد يودي بحياته. وأكّدت دانييلا، والدة الطفل، أنّه لم يكن ظاهرا على أيّ من الأقارب الإصابة بفيروس الهربس البسيط، مما دفعها إلى إطلاق تحذير عام طالبت فيه بوقف تقبيل الرضع والأطفال بشكل تام، في جميع مناطق الجسد، حتّى إن كان الشخص في حالة صحية جيدة.
وفي 2018، توفيت طفلة حديثة الولادة من أوكلاند بولاية ماريلاند في الولايات المتحدة، بعد تلقيها "قبلة الموت"، التي نقلت لها فيروس 'الهربس' البسيط.
وفيروس الهربس البسيط، شديد العدوى وينتشر عن طريق القروح الباردة، ومن أعراضه الخمول والصراخ ورفض الطعام والحمى والطفح الجلدي وتقرحات الجلد أو العين أو الفم من الداخل أو الأذن.
ويُؤكّد أطباء على أنّ الهربس البسيط قد يسبب وفاة الأطفال والتهاب السحايا إن وصل الطفح الجلدي إلى كافة أعضائهم الجسدية.
الفيروس المخلوي التنفسي
وذكرت واقعة أخرى في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، بالأمراض التي يمكن أن تنقل للأطفال نتيجة الاحتكاك بهم وتقبيلهم في عمر صغير، وأن قبلات الشفاه ليست وحدها الممنوعة في تلك المرحلة العمرية التي تتسم بضعف المناعة.
ونشرت أريانا ديغريغوريو، في سبتمبر الماضي، صورة لابنها أنطونيو على موقع "فيسبوك" وهو يرقد في سرير المستشفى بعد إصابته بما يسمى "الفيروس المخلوي التنفسي".
مصدر الصورة: الوطن
ورجّحت الأم إصابته بالعدوى نتيجة قبلة تلقاها واقتراب بالغين من وجهه وأقدامه ويديه.
والفيروس المخلوي التنفسي هو عدوى تصيب الرئتين ومسار التنفس، وتحدث خلال موسم الإنفلونزا. وتشبه أعراضه نزلات البرد، إلاّ أنّه قد يتسبّب في عدوى حادة ربما تهدد حياة بعض المراحل العمرية، خاصة الرضع والأطفال وكبار السن أو أي شخص يعاني من الضعف الشديد لجهاز المناعة.
أمراض أخرى..
هناك أيضا بعض الأمراض التي قد تنتقل من خلال القبل والأحضان، على غرار مرض الحمى الشوكية الذي ينتشر بين الأطفال عن طريق الميكروبات الموجودة بصفة مستمرة داخل فم الإنسان البالغ والتي سرعان ما تتسرب وتنتقل لجسم الطفل.
زدّ على ذلك الأمراض سريعة التأثير على الطفل والتي ترتبط بنقص المناعة مثل فيروس الزكام والرشح التي تصيب الخلايا المبطنة لخلايا المخ والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ مع صعوبة السيطرة عليها، وتُسبب حدوث تشنجات عند الطفل وتشبه حالة التهاب الحمى الشوكية وفي بعض الأحيان يمكن لهذه الحمى أن تؤدي إلى الوفاة.
وفق جملة من الدراسات الحديثة، فإنّ احتمالية تسوس الأسنان بعمر مبكر عند الأطفال ترتفع، في حال تعرّضهم لعدوى بكتيرية في صغرهم. والتي قد تكون انتقلت إليهم بواسطة اللعاب عن طريق التقبيل على الفم أو الخد.
مخاطر مستحضرات التجميل
وحذّر موقع "بيبي غاغا" المعني بأخبار الحوامل والمواليد الجدد من أن تؤدي قبلة واحدة من أحد الأشخاص إلى إثارة الحساسية الغذائية لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بعض منتجات الطعام.
ولفت الموقع إلى أنّ بعض الأطفال يعانون من حساسية مادة "الغلوتين" الموجودة في أنواع من أحمر الشفاه ومستحضرات التجميل.
وأشار إلى احتواء مواد التجميل بشكل عام على البارابين والفورمالديهايد والألوان الصناعية، وجميعها مواد كيميائية قد تنتقل إلى الأطفال والرضع عبر ملامسة أجسادهم عن طريق القبلات، مما يعرضهم للخطر.
نصائح وإرشادات
يظنّ بعض الآباء أنّ دمج الطفل مع المحيط دون مراقبة وحرص، لا يشكل أيّ خطر عليه بل يساعد ذلك في بناء مناعة جيدة للطفل، ولكن ذلك غير صحيح، بل تعتبر فترة بداية حياة الطفل فترة في غاية الحساسية، كما أنّها ليست الفترة المناسبة لبناء مناعته، فهم معرضون للإصابة بالالتهابات الحادة والعديد من الأمراض الخطيرة.
وينصح الأطباء الأهالي وأقربائهم بأن يكونوا على أتمّ الحذر والانتباه من أيّ شخص يكون قريب من طفلهم، والتقليل من عدد الزوار خلال الشهر الأول من الولادة، والامتناع قدر الإمكان عن اصطحابه معهم للأماكن العامة أو أماكن التجمعات والازدحام، خاصة عندما يكون عمر الطفل لا يتجاوز بضعة أشهر.
أمل مناعي